ساتيا ساي بابا هو اسم شهير في الهند وفي العالم، فهو رجل ادعى أنه إله وأنه يملك قدرات خارقة للطبيعة، مثل إخراج الذهب من يده وشفاء المرضى بمعجزاته. ولكن هل كان حقاً إلهاً أم كان مخادعاً؟ وما هي قصته وتأثيره على الملايين من الأتباع؟
![]() |
الالة الهندي الذي ادعى أنه يخرج الذهب من يده ويشفي المرضى بمعجزاته |
من هو ساتيا ساي بابا؟
ساتيا ساي بابا ولد في 23 نوفمبر 1926 في قرية بوتابارتي في ولاية أندرا براديش الهندية. اسمه الحقيقي هو ساتيا راجو ناريانا، وهو اسم لأحد الحكماء القدماء في الهند. والديه كانا فلاحين فقراء، وله أخان وأخت واحدة توفوا جميعاً. منذ طفولته، أظهر موهبة في الفنون والموسيقى والتمثيل، وكتب أشعاراً وأغانياً روحية لأهالي القرية. كما ظهرت عليه بعض الكرامات، مثل تآلف الحيوانات معه وسماع أصوات روحية دون وجود عازف.
عندما كان في الثالثة عشرة من عمره، أعلن أنه تجسد للإله شيردي ساي بابا، وهو زعيم روحي هندي توفي في 1918. وبدأ يرتدي ثوب برتقالي وشعر طويل، وأطلق على نفسه اسم ساتيا ساي بابا، والذي يعني "الأب المقدس للحق". وبدأ يجذب المؤمنين من قريته ومن المناطق المجاورة، الذين شهدوا له بإظهار المعجزات، مثل إخراج التربة المقدسة أو القلائد أو السبح من يده، أو شفاء المرضى بلمسة أو نظرة.
ما هي تعاليم ساتيا ساي بابا؟
ساتيا ساي بابا كان يدعو إلى توحيد جميع الأديان، والإيمان بالإله الواحد الذي يظهر في صور مختلفة. كان يقول: "لا تفكروا أنكم هندوس أو مسلمون أو مسيحيون. فكروا أنكم إخوة وأخوات". كما كان يدعو إلى الحب والسلام والخدمة والتضحية والتسامح والصدق والأخلاق. كان يقول: "الحب هو الله، والله هو الحب. عش في الحب". كما كان يشجع أتباعه على ممارسة التأمل والصلاة والغناء الروحي والصيام والزكاة.
ساتيا ساي بابا أسس منظمة دولية تحمل اسمه، تهدف إلى نشر تعاليمه وتقديم الخدمات الإنسانية والتعليمية والصحية للفقراء والمحتاجين. كما أسس مؤسسات تعليمية وجامعات ومستشفيات ومراكز ثقافية في الهند وفي بلدان أخرى. كان يزور هذه المؤسسات بانتظام، ويتفقد أوضاعها ويشرف على عملها. كما كان يستقبل زواره من مختلف الجنسيات والثقافات والديانات في مقر إقامته في بوتابارتي، أو في مركز برينديفان في بنغالور، أو في مركز كودايكانال في جنوب الهند.
كيف يخرج ساتيا ساي بابا الذهب من يده؟
ساتيا ساي بابا كان يدعي أنه يملك قدرة خارقة للطبيعة على إخراج الذهب من يده، ويوزعه على أتباعه كهدية أو تبرك. وكان يظهر هذه المعجزة في مقابلات خاصة أو في تجمعات عامة، ويسمي الذهب “لينغام” أو “بادوكا”، وهما مصطلحان هندوسيان للرمز الإلهي. وكان يقول إن الذهب ينبع من قلبه، ويخرج من فمه أو من راحة يده، وأنه يتغير حسب رغبة المتلقي. وكان بعض الأتباع يرون أن الذهب يظهر في شكل بيضة صغيرة، أو حلقة، أو سلسلة، أو ساعة، أو قلادة، أو تمثال.
هل هذه المعجزة حقيقية أم مزيفة؟
رغم إدعاء ساتيا ساي بابا بأنه يخرج الذهب من يده بقدرة إلهية، فإن هناك العديد من الشهادات والأدلة التي تشير إلى أن هذه المعجزة مزيفة ومحض خداع. فقد كشف بعض المحققين والصحفيين والمنشقين عن كيفية استخدام ساتيا ساي بابا لحيل السحر والخفة لإخفاء الذهب في فمه أو في يده، وإظهاره في لحظات محددة. كما كشف بعض الخبراء عن أن الذهب الذي يخرجه غير نقي، وأنه مصنوع من مواد رخيصة، وأنه لا يحمل أية قوى روحية. كما كشف بعض الشهود عن أن ساتيا ساي بابا كان يستعين بمساعدين لتزويده بالذهب قبل المقابلات أو التجمعات
ما هي الجدل حول ساتيا ساي بابا؟
رغم شعبية ساتيا ساي بابا وتأثيره على الملايين من الأتباع، فإنه لم يخلُ من الانتقادات والاتهامات. فقد اتهمه بعض المنتقدين بأنه مخادع ونصاب، يستخدم حيل السحر لإبهار جمهوره، وأن معجزاته ليست سوى خدع بصرية. كما اتهمه بعض المشككين بأنه يستغل ثروات المؤمنين لصالحه، أو أنه يستخدم نفوذه للتأثير على السياسة أو التغطية على جرائم. بالإضافة إلى ذلك، فقد اتهمه بعض المشتكى بهم بأنه متحرش جنسي، يستغل شباباً من أتباعه لإشباع رغباته.
ساتيا ساي بابا نفى جميع هذه الاتهامات، وأكد أنه إله حقيقي، وأن معجزاته حقائق علمية لا يستطيع البشر فهمها. كما قال إن هذه الاتهامات هي محاولات لإفشال رسالته، أو لإثارة الشك في نفوس المؤمنين. كما قال إن هذه الانتقادات هي اختبار لإيمان أتباعه، وأن من يثبت صبره وولائه سيحظى ببركاته.
متى توفي ساتيا ساي بابا؟
ساتيا ساي بابا توفي في 24 أبريل 2011، عن عمر يناهز 84 عاماً، في مستشف
كيف توفي ساتيا ساي بابا؟
ساتيا ساي بابا توفي في 24 أبريل 2011، عن عمر يناهز 84 عاماً، في مستشفى ساتيا ساي في بوتابارتي. وكان قد نُقل إلى المستشفى في 28 مارس 2011، بعد أن أصيب بأزمة قلبية وتعرض لضعف في الجهاز التنفسي. وبقي في حالة حرجة لأسابيع، وتم وضعه على جهاز التنفس الصناعي والغسيل الكلوي. ولم يستجب للعلاج، وتوقف قلبه عن النبض في الساعة 7:40 صباحاً بالتوقيت المحلي.
كيف كانت ردود الفعل على وفاته؟
وفاة ساتيا ساي بابا أثارت حزناً وصدمة بين أتباعه ومحبيه في الهند وفي العالم. فقد توافد آلاف من المشيعين إلى مقر إقامته في بوتابارتي، لإلقاء نظرة أخيرة على جثمانه. وشارك في تشييع جثمانه رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ، ورئيسة حزب المؤتمر الوطني الهندي سونيا غاندي، وغيرهم من الشخصيات السياسية والدينية والثقافية. وأعلنت حكومة أندرا براديش حالة الحداد لأربعة أيام، وأغلقت المدارس والجامعات والمكاتب الحكومية. كما نظم أتباعه صلوات وإحتفالات تأبينية في مختلف أنحاء العالم.
ما هو مصير منظمة ساتيا ساي بابا؟
بعد وفاة ساتيا ساي بابا، تولى راتانكار رجو، ابن أخته، رئاسة منظمة ساتيا ساي بابا المركزية. وأكد رجو أن المنظمة ستستمر في نشر تعاليم ساتيا ساي بابا، وتقديم الخدمات الإنسانية والتعليمية والصحية للمجتمع. كما قال إن المنظمة لديها خطط لإنشاء مؤسسات جديدة، مثل مستشفى للأطفال في نوديل، وجامعة للطب في بوتابارتي. كما قال إن المنظمة تحظى بدعم من الحكومة الهندية والمنظمات الدولية. وأضاف أن المنظمة لا تعتزم تعيين خليفة لساتيا ساي بابا، لأنه لا يوجد أحد يستطيع أن يحل محله.
تعليقات
إرسال تعليق